الخميس 18 رمضان 1445 هـ الموافق 28 مارس 2024 م
بين الثورة السورية والسنن الكونية
الخميس 7 ربيع الآخر 1438 هـ الموافق 5 يناير 2017 م
عدد الزيارات : 2734
بين الثورة السورية والسنن الكونية
عناصر المادة
1. خصائص السنن الربانية
2. سنة الابتلاء لحملة الرسالة
3. الاستخلاف الجزئي اختبار إلهي
4. الثورة وسنة المدافعة
مقدمة: الخطبة مقتبسة من رسالة للشيخ عباس شريفة بعنوان (بين الثورة السورية والسنن الكونية)
في هذه المرحلة الحرجة .. لا بدّ منْ أنْ نقف على فقه السنن الربّانية في الأمم والحضارات والدول، التي تحكم سَيْرورة المجتمعات والأمم والثورات، والتي هي بمثابة قوانين صارمة لا تجامل نبيًّا مرسلاً ولا وليًّا مقربًا ولا أمةً من الأمم ..
1. خصائص السنن الربانية
في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا، وأمام هذه التبدلات الحضارية، التي تطرأ على بلدنا "سورية" وعلى المنطقة بشكلٍ عام، لا بدّ منْ أنْ نقف على فقه السنن الربّانية في الأمم والحضارات والدول، والتي تحكم سَيْرورة المجتمعات والأمم والثورات، والتي هي بمثابة قوانين صارمة لا تجامل نبيًّا مرسلاً ولا وليًّا مقربًا ولا أمةً من الأمم، فأمام السنن الربانية ليس هناك أمة هي أبناء الله وأحباؤه، وليس هناك شعب مختار، من راع هذه السنن راعته، ومن اصطدم بها انحدر وهزم وسرت عليه هذه السنن، ولا يستطيع أن يغيِّر من سنة الله عزّ وجل شيئًا.
فالسنن الربانية مطردة، إذا وجدت مقدماتها لا بدّ أن تفضي إلى النتائج، فالذي يقدم مقدمة الظلم والاستعلاء في الأرض، لا بدّ أن يحصد نتيجة القصم ونتيجة الهلاك والبوار، والذي يقدم مقدمة الخذلان والفرقة لا بد أن يحصد نتيجة الهزيمة هذا في سنن الله عز وجل، قال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا * اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}[فاطر: 42،43].
وهي عامة لا خصوص لها، تسري على كل أمةٍ وعلى كل شعبٍ وعلى كل جماعةٍ مهما تزيَّت بشعارات التديُّن فإن صادمت هذه السنن، لا بدّ أن تحصد نتائجها. 
وهي شاملة لكل الظروف والأحوال لا استثناء لها، لقد هزم الصحابة الكرام في أحدِ وهم يقاتلون تحت قيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد انتصر الكفار على المسلمين وهم يقاتلون تحت رايةٍ كفريّةٍ، فلا بدّ من مراعات هذه السنن التي لا تجامل {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123].
2. سنة الابتلاء لحملة الرسالة
وأول السنن التي يجب أن نعيها هي أنّ الثورة على الطغاة الظالمين ليست طريقًا مفروشًا بالورد والريحان والحرير، وإنما هو درب ابتلاءٍ ومقارعةٍ لقوة جباري الأرض، {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} [النساء: 104]، فلا بدّ لهذا الطريق من تضحياتٍ، ولا بدّ من أن يذوق السائرون إليه شيئًا من الابتلاءات، فالبلاء سنةٌ ربانيةٌ في كل الجماعات والأمم والدول التي تريد أنْ تحمل رسالة الله عزّ وجل، (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، ثم يؤتى بالمنشار فيجعل على رأسه، فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحمٍ وعصبٍ ما يصرفه ذلك عن دينه، والله ليتمّن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء وحضرموت ما يخاف إلا الله تعالى، والذئب على غنمه ولكنكم تعجلون) البخاري: 3612، أبو داود: 2648 واللفظ له
وإنّ ما يحصل من بلاءٍ في ثورتنا، من هدم بيوت وتهجير الآمنين وقوافل الشهداء وأنات الثكالى وبكاء اليتامى وحزن الأرامل، وما يحصل في سوريتنا الحبية إنّما هو مقدماتٌ، ما هو إلا مخاضٌ عسيرٌ أمام فجرٍ يوشك أن يصدح في هذه الظلمة التي طال انتظارنا لتنقشع بصبح الفاتحين إن شاء الله. والحمد لله رب العالمين. {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 155، 156].
وهنا علينا أن نتذكر قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55].
فالوعد الإلهيّ بالتمكين دائرٌ بين الوعد والشرط، والإيمان والعمل الصالح، الإيمان بمعنى التصديق بموعود الله عزّ وجل: أن نؤمن أول شيءٍ أنّنا منصورون، وأنّ كلمة الله هي العليا، وأنّ بعد هذا الليل البهيم فجرٌ جديدٌ مشرقٌ بعزة الإسلام والمسلمين، وبانتصار هذا الثورة المباركة، {وعملوا الصالحات} لا بدّ من تسخير أعمالنا الصالحة لصالح نصرة قضيتنا، ولا بدّ من توسيع مفهوم هذا العمل الصالح ليشمل كل نوعِ عملٍ ينفع الإسلام والمسلمين، ويصبّ في صالح ثورتنا المباركة، ولا نختزل مفهوم العمل الصالح بمفهوم العبادات الشعائريّة التعبديّة المحضة، العبادات الشخصية، منفصلةً عن نشاطنا الاجتماعيِّ، وحراكنا الثوريِّ في سبيل رفع الظلم عن المظلومين.
3. الاستخلاف الجزئي اختبار إلهي
إنّ الاستخلاف في أجزاء من بلدنا نصرٌ هو بحدّ ذاته وهو اختبار إلهي للأمة التي أنعم الله عزّ وجلّ عليها بهذا الاستخلاف وبهذا التمكين، كيف ستتصرّف بهذه القوة؟ وقد خاطب سيدنا موسى عليه السلام قومه فقال: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]. 
وقد أدرك سيدنا موسى عليه السلام هذا المعنى منذ زمنٍ قديمٍ قبل أن تأتيه النبوّة لمـّا أكرمه الله عزّ وجلّ أن كان من أولي العزم من الرسل وقتل نفسا عندما وكزها وقال: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [القصص: 17]. 
ربّ بما أنعمت عليّ من القوّة فلن أجعل هذه القوّة لمظاهرة الجبّارين والمجرمين في الأرض, لذلك -أيّها الإخوة- إنّ من سنّة الله عزّ وجلّ أن يجود الله على أمّة من الأمم بالتمكين الجزئي على جزء من الأرض وفي جزء من القوّة وعلى جزء من الناس, فإن أدّوا حقّ الله عزّ وجلّ وقاموا بالقسط وأقاموا العدل بين الناس والرحمة والرعاية جاد الله عليهم بالتمكين الكليّ, وإن أساؤوا استعمال النعمة وغرّتهم القوّة وقسوا على الناس وظلموا وجاروا أعادهم الله إلى وهدة الاستضعاف، وأركسهم في ذلّ المهانة والضعف من جديدٍ, لأنّهم لم يَرْعَوا حقّ نعمت الله عزّ وجلّ عليهم, لقد قصّ الله عزّ وجلّ علينا قصة مدينة كان يأتيها رزقها رغدا من كلّ مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف والجوع, قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [سبأ: 15- 17]. 
فلننظر إلى  هذه الثورة المباركة على أنّها نعمة من نعم الله عزّ وجلّ التي أسداها إلينا لتكون بوابتنا نحو الحرية وإقامة شرع الله عزّ وجلّ وإقامة العدل بين الناس, وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام, ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة, فلنحمد الله عزّ وجلّ على هذه النعمة ولا نكفرها، عسى أن يديمها الله عزّ وجلّ علينا، وأن يتمها علينا بالنصر والتمكين بإذن ربّ العالمين.
وهنا علينا أن ندرك أمرا مهما وهو أنّ مفهوم الثورة في أبسط تعريف له هو عملية تغيير, وانتقال من وضعٍ سلبيٍّ إلى وضعٍ إيجابيٍّ يتطلع إليه الشعب الثائر, ولكن هذا التغيير يجب أن لا يحصر في منحى التغيير السياسيّ فقط, وإنّ الثورات التي تقتصر على تغيير الوضع السياسيّ لا يُؤمَن عليها أن تعيد إنتاج طواغيت بشكلٍ آخر, وإنّما يجب أن تكون الثورات محرّك تغييرٍ في كل الجوانب, في الجانب التربوي, في جانب الأفكار, في جانب الأخلاق والقيم, فالأمّة التي لا تغيّر من أفكارها البالية، ومن أخلاقها المنحطة, تراوح في مكانها، وتحفر لنفسها حفرًا من السقوط، قد لا يكون الاستبداد السياسيّ هو سبب في انحطاطه. 
لا بدّ أن يكون مسارنا الأصلي والأساسي هو تحقيق التغيير في كل جانب، مستخدمين كل وسلية، كالدعوة إلى الله عزّ وجلّ، والتربية, والإعلام, وغرس الأفكار وغرس القيم في المجتمع, حتى تنتج هذه الثورة مجتمعًا فاضلًا بعد إسقاط النظام, أما إن أسقطنا النظام ونحن لم نتغّير في أخلاقنا, ولم نتغيّر في تصرفاتنا وأفكارنا، فما زدنا إلّا أن استبدلنا مستبدًّا بمستبدٍّ آخر. فالنصر - أيها الإخوة -  قد يخطر في بال الكثير أنّه يقف عند الانتصار العسكريّ، والحقيقة أنّ الأمّة التي تريد أنْ تنتصر نصرًا استراتيجيًّا، لا بدّ أنْ تقطف انتصاراتٍ مرحليةٍ في مجال الإعداد والبناء والتربية والدعوة وترسيخ الأخلاق، حتى يتوّج كل هذا النصر بنصر كبير يعبر عنه بتمكين الأمة والجماعة الإسلامية في أرض الله عزّ وجلّ.
4. الثورة وسنة المدافعة
ونحن إذ نبحث عن النصر ونتطلع إليه مع حالة الضعف التي نعيشها علينا أن نعي سنة أخرى من سنن الله عزّ وجلّ وهي أن الله عزّ وجلّ أقام الصراعات على وجه الأرض على سنّة المدافعةِ، قال تعالى : {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251]. 
وقال تعالى في آية أخرى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]. 
فقد وردت سنّة المدافعة في موضعين من كتاب الله في موضع الكلام عن فساد الدنيا وفي موضع الكلام عن فساد الدين، فهذه السنّة تعصم الدنيا من أن يفسدها الطغاة، وتعصم الدين من أن يفسده الطغاة, وهذه السنّة أبدية أزلية مستمرة منذ أن خلق الله عز وجل آدم وناصبه إبليس العداء، إلى أن يقتل المسيح عيسى بن مريم المسيح الدجالَ في آخر الدنيا.
وواجبنا نحن المسلمون نحو هذه المدافعة: أنّه لا بدّ من استثمار هذه السنّة ولا بدّ من الاستفادة منها، فقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم في حماية رجلٍ كافر هو المطعم بن عديّ، بعد أن رجع من رحلة الطائف وقد توعدته قريش بالإيذاء والقتل، فأرسل للمطعم بن عدي وطلب أن يدخل في جواره، وقد احتمى النبي صلى الله عليه وسلم بقبيلته وعشيرته، وكان يجد في عمه أبي طالب الدرع الحصين والمظلّة التي يحتمي بها من أذى قريش, فيمنعه الله عزّ وجلّ بعشيرته وقبيلته, وقد تحالف النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية مع قبيلة خزاعة، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر, هذا كله من باب سنة المدافعة, {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251]. 
فلا يمكن أن يجتمع الكفر كله على رأيٍ واحدٍ, وعلى معسكرٍ واحدٍ, لا بدّ أن يدبّ الله الخلاف فيما بينهم. 
وفي هذه السنّة ينتفع المسلمون المستضعفون, ولا يجوز أن نحجر على أنفسنا واسعًا, ولا بأس شرعًا وعقلًا أن يدخل المسلمون في تحالفاتٍ، وأن يستعينوا ببعض الكفار على البعض, وقد هاجر الصحابة الكرام إلى أرض الحبشة، وامتدح النبي صلى الله عليه وسلم ملكها، فقال لأصحابه: (لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحدسيرة ابن هشام: 1/321
وأحيانًا يكون الصراع بين الباطل والباطل، يمكن أن يكون صراعا دينيا، هنا يجب على المسلمين أن يقفوا عند أقرب معسكرين إلى الحق وأنفعهم للمؤمنين, فلمّا وقع الصراع بين الفرس والروم كان الصحابة الكرام يتمنون لو انتصروا على الفرس لأنّهم أهل كتابٍ, وقد أنزل الله عزّ وجلّ في ذلك قرآنا يتلى قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: 2-4].
إذًا أيها الإخوة: هذه السنّة يجب أن لا نلغيها من حساباتنا وأن نستعدي العالم علينا، فإنّ تحييد الأعداء والاستعانة ببعضهم على بعضٍ من السنّن الكونية التي أقام الله عزّ وجلّ عليها الكون، ومن السنّن الشرعية التي عمل بها نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم, ونحن في سبيل نصرة ثورتنا لا بدّ من الأخذ بهذه السنّة والاستعانة ببعض من يخالفنا بالدين على بعض، حتى يكتب الله عزّ وجلّ لهذه الثورة النصر والتمكين, والحمد لله رب العالمين.
 
1 - الخطبة مقتبسة من رسالة للشيخ عباس شريفة بعنوان (بين الثورة السورية والسنن الكونية)
2 - البخاري: 3612، أبو داود: 2648 واللفظ له
3 - سيرة ابن هشام: 1/321
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 113) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 142