الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق 29 مارس 2024 م
ما بعد نصر حلب؟!
الخميس 22 ذو القعدة 1437 هـ الموافق 25 أغسطس 2016 م
عدد الزيارات : 2424
ما بعد نصر حلب؟!
عناصر المادة
1- ما أسرعَ تغيير الله لو أنكم..!!
2- الاعتصام والوحدة سبيل العزة والنصر
3- درسٌ أعظم من النصر (التوكل على الله وترك الغرور والإعجاب بالقوة)
4- الشكر بعد النصر
5- خلق المؤمن بعد النصر
مقدمة:
حديثنا اليوم مع واقعٍ نحياه، ومع أيام نعيش دقائقها وساعاتها، ومع أحداث جسام تمر على أمتنا.
مع المعركة المصيرية التي تخوضها الأمة مع عدوها الذي تكالب عليها من كل حدب وصوب.
لنكون مع #معركة_حلب_الكبرى مع التفاصيل التي قلبت الموازين، وغيرت شكل المعركة، وقلبت الأمور رأساً على عقب.
نحلل الوقائع، ونستخلص العبر، ونستشرف المستقبل لنتعرف على واجبنا والمطلوب منا بعد نصر حلب.
 
1- ما أسرعَ تغيير الله لو أنكم..!!
كلكم عايش بداية تدخل الاحتلال الروسي مع المليشيات الطائفية مع القوات الإيرانية، التي تدخلت بكل قوتها وعدتها وعتادها، وهدفُها السيطرة على كامل حلب، وصرح مسئولوهم أنَّ معركتهم حلب! وسينتصرون فيها ولو كلفهم ذلك عشرات الآلاف من قواتهم!.
بدأت المعركة.. وكان التقدم المستمر لهم، حتى سيطروا على معظم الريف الجنوبي، وقطعوا أوصال الريف الشمالي، وأصبح التهديد جدياً لكافة المناطق المحررة في الشمال، وكادت الثورة أن تضيع في مهب الريح العاتية.
وما أشبه الحال يومئذ بقوله تعالى: {إذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدا} [سورة الأحزاب: 10]
ثم بفضل الله وحده تنقلب الصورة ويتغير الحال وتختلف الموازين والمعطيات، ليتحول الدفاع إلى هجوم، والتقهقرُ إلى إقدام، والهزيمةُ إلى نصرٍ، والخسارةُ إلى مكسبٍ وفوزٍ وفلاحٍ؛ واستعاد الأبطال بفضل الله عليهم تلك المناطق الحصينة وتلك التلال المنيعة؛ وفُكَّ الحصارُ عن حلبَ و آلافِ المسلمين المحاصرين فيها، الذين بلغ بهم الألمُ كلَّ مبلغ.
لم يتغير شيء من الأسباب، ولم يتغير طرفٌ من الأطراف، بل لازال الحال على حاله والأطراف هي هي !إلا أن الذي تغير هو التزامُ أوامر الله بجمع الكلمة ووحدة الصف .
2- الاعتصام والوحدة سبيل العزة والنصر
فقد أمرنا سبحانه وتعالى بذلك في قوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًاوقوله :{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ}.
فلما كان التناحر والاختلاف سيد الموقف بين الفصائل والمجاهدين كان التقهقر والخسارة والتراجع؛ ولما اجتمعت الكلمة وتوحدت الصفوف- ولو بمجرد تنسيق عسكري من غير تلاحم كامل- فتح الله لعباده ونصرهم وخذل عدوهم .
درسٌ واضحٌ بيّنٌ ثاقبٌ، لا لَبسَ فيه ولا مواربة ، فلا نصر لنا إلا بوحدتنا، ولا فوز لنا إلا باجتماعنا، ولا تمكين لأمتنا إلا بتآلفنا.
أما مع الفرقة والاختلاف والتنازع فلن يبقى لنا قوةٌ ولا ريحٌ، مصداق قوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [سورة الأنفال: 46].
فها أنتم أيها المجاهدون شهدتم ولازلتم تشاهدون بركة الاعتصام والاجتماع عليكم، فهذا يدعوكم إلى تعزيزه بينكم، وهذا يزيد ثقل المسؤولية عليكم، إن النصر قريب منكم، بل أقرب وأقرب مما تتصورون، لكن بأسبابه، وهو أبعد ما يكون إن غفلتم عن قوله: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
3- درسٌ أعظم من النصر (التوكل على الله وترك الغرور والإعجاب بالقوة)
إن اختبار بدر وحنين لازال معروضاً على الأمة لتنهل منه دروساً وحكماً، درسٌ بالغٌ اختصر معادلة النصر بين آيتين عظيمتين: مابين قوله تعالى: {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} وقوله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين}َ [سورة التوبة: 25]
هذه هي المعادلة المطردة قديماً وحديثاً، لا تتغير ولا تتبدل، فالنصر مع التوكل على الله والاعتماد عليه، وترك تعلق القلوب بالأسباب أو القوة والعتاد. وهذا ما كان يوم بدر، رغمَ الضعفِ والقلةِ كان النصرُ المظفرُ والفتحُ المبين. 
ولما تعلقت قلوبُ البعض بالعدد والعدة، وقالوا لن نُغلب اليومَ من قلة !كان الدرس وابتلاء الله لهم في الهزيمة في ابتداء المعركة، وتقهقر الجيشُ لا يلوي على أحد، وأصابتهم من الشدة والأذى مالا يمكن أن ينسى .
فلابد أحبتي في الله أن تتعلق القلوب بالله وحده، وأن نتمثل حال المسلمين بعد غزوة أحد في التوكل على الله والاعتماد عليه حتى نصل لما وصلوا إليه، النصر في معركة فوز مرحلة، والدرس من النصر نصرٌ دائمٌ .
4- الشكر بعد النصر
مما يديم النعمَ مشاهدةُ وملاحظةُ إنعامِ الله وفضلهِ ومنِّه على عباده، {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖوَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد} [سورة إبراهيم: 7].
ومما يعين على حسن شكر المنعم بعد النصر تذكرُ قوله سبحانه: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 17]
ليعلم العبد أنه ضعيف فقير مهما جرى على يديه من نصر وظفر، وأن الله هو الغني الحميد.
5- خلق المؤمن بعد النصر
وأهم ما يُتخلَّق به بعد النصر التواضعُ؛ فإن النصر يورِث في النفس زهوًا وفخارًا، وقد يقود إلى غرور وتكبُّر.
وقد كان صلى الله عليه وسلم أكثرَ ما يُرى متواضعاً بعد النصر، نعم ليكسر حدة الزهو بنشوة النصر .
وأعظم مثالٍ على التواضع مع النصر وبعده حالُه صلى الله عليه وسلم حين دخول مكة فاتحاً منتصراً، يقول أنس  رضي الله عنه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على رحله متخشعًا.
لذا يجدر بالمجاهد أن يراقب  قوله وفعله، ويتعاهد قلبه، خوفَأن يدخل شيء من الزهو إلى قلبه، كأن يعتد بقوته، أو حسن تنظيمه وتخطيطه .
وسورةُ النصرِ وآيةُ الفتحِ عنوانُها وشعارُها التسبيح والاستغفار {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً}
أمرٌ واضحٌ في ملازمة ذكر الله والاستغفار عقب النصر، وهذا ما كان يتمثله  صلى الله عليه وسلم ، فقد عُرف منه ذلك في سجوده وصلاته وتسبيحه.
 
دور الخطباء في سوريا ؟!
دور فعال ومؤثر (صوتأ 114) 80%
غير فعال (صوتأ 27) 19%
لا أدري (صوتأ 2) 1%
تاريخ البداية : 26 ديسمبر 2013 م عدد الأصوات الكلي : 143